أُمْ حَــسَـــنْ
لك عتابي..رثائي..وسؤالي..هل كنت تعلم ؟



أجزم بحروف قلمي أنك كنت تعلم...تعلم أن من نزل مساكن الحنايا كان في يوم هو أنت

..رأيتها بعيناك..سألتني راجية أن أخفيك خلف ستار قلبي..ففعلت..وكان جرمي..


أستوطنتك احلامي


أقفلت على طيوفك بأبواب محصنة... خشيت أن تلمحك نواظر المارة



..سرقت منك لحظات كما سرقت أنت مني مثلها...




غبائي سمح لأنفاسك أن تقترب و تقترب مني حتى امتزجت أنفاسي بحروف اسمك ..


سمحت لمحاولاتك أن تصلني ..و سعيت أنا لوصالك ..


كنت أنت تعلم و كنت انا أعلم



يداك ..........عيناك ...............حروفك................نظراتك .................كانت كلها اشتياق



لا أعلم حقيقة أم وهم ؟





كنت انت وأنا هنااك..لحظات مرت تمنيت أن تكون لي سكنا ...بين أحضانك أرتمي واشتكي ..بكيت و بكيت..انتظرت منديلك....و طال انتظاري

بكيت رثاء نفسي ..رثاء حالي..و رثاء هجرانك


أخفت البعد أم خشيت الاقتراب؟ أجبني فقد كنت تعلم

-------------------------------------------------------------------------------------------------

ماهو المنطق يا بهجت يا اباصيري




أُمْ حَــسَـــنْ


انا طفل ذو الاربع أعوام ...مازلت على بداية الطريق..أتعلم ..أكتشف..فضولي يسبق تفكيري ..بصري يرسل لي إشارات لغوية..ومسامعي تترجم لي ذبذبات عصبية..و في معمعة الفضول يقع ناظري على قطع الخرز الصفراء...تلتوي بمهارة و باتقان حول ابهام جدي ...وتتمايل تناغما بين مسافات أصابعه...
ارتبطت هذه الخرز في مخيلتي باكتمال الرجولةو عنفوان المعرفة...تلك الخرز شكلت بتناسق تام ما يسمى بمسباح الكهرمان


بحكم سني الطفولي كنت مولع بكل مهارة جديدة... فرز الخرز بين الأنامل..حبه تلو الأخري..أصبحت اهتمامي الأول.. فنون كثيرة علي أن أتقنها قبل أن أجد طريقي في فن التسبيح..


أراقب عن كثب..

أبدي انصياغ تام

اهتمام شديد..

فضول يشدني لأتقن هذه المهارة..

وكانت هذه بداية حياتي مع مسباح الكهرمان...




أناملي صغيرة ..بالكاد تستطيع أن تمسك خرزة واحدة..
إنها ثقيلة..صعبة..أصعب مما تخيلت....
أقضي الساعات أفرز تلك الخرز بين اناملي النحيلة...احاول تمريرها بين أصابعي..
قبضة يدي بالكاد تمسك بربع المسباح...حاولت مرارا و تكرار حتى سئمت المحاولة..
.و لكن في كل مرة عبق رائحة المسباح... تلك الرائحة المميزة يشدني ...
فما إن أنجح بفرز حجر واحد حتى تزداد راحة يدي عبقا من رائحة الكهرمان...وهذا ما جعلني أواصل المحاولة ....أن تتلطخ يداي بذاك العبق


كبرت ..وكبر شغفي لهذا المسباح..حتى أصبح خادما بين أصابعي ينصاع مطاعا ..


....أتقنت فنون التسبيح وانا ذوعشر أعوام....




سئمت و مللت.. بدأت أسبح كعادة و ليس كهدف..مسباح يدي أصبح من كماليات حياتي....فلا حاجة لي للقلق فانا للصنعة متقن.....أنا الآن قادر على أن أمسك بهذا المسباح بقبضة يدي ..بقبضة رجل واحد..

أزهو بالمسباح زينة تلف معصمي...لم تعد اناملي تلك الصغيرة ..
أتباهى بما في يدي.....هو لي رمز الرجولة و اكتمال العبادة



و على غفوة .....

قطعت أناملي -تلك من حفظت هذا المسباح- لنصفين...........و تناثرت حبات مسباحي


بلحظة أيقنت ان رائحة الكهرمان لن تعطر يداي أبدا..وأن شموخ الرجل سيبقى أسيرا لمسباحه ما دام سمح لتلك الحبات ان تتوسد القاع. و تطأها الأقدام


سارعت مسابقا ألملم شتات الأحجار..اجمعها من بعد سقوطها..حبة حبة....واحدة تلو الأخرى

خشيت أن أفقد ما كان في يوم هو ملكي ..في قبضتي ..وبيدي...خادما منطاع لأوامري

و بكل حجرة أجمعها أتذكرت تلك الأيام ..تلك الساعات...التي كنت أقضيها اتعلم و اتعلم وحدي بصحبة هذه الأحجار .. أنشد ماكنت انا عليه وما وصلت إليه الآن..

هاهي حبات الخرز في قبضتي مرة أخرى ..خرزة خرزة....عددها عشرون..جمعتها هنا بعد أن نثرتها.. و كدت أفقدها...انها في يدي ..بقبضتي..لن أسمح لها بأن تسقط و تضيع من بين أناملي مرة أخرى

تعلمت أن أجعلها تطيع اناملي والآن سأتعلم كيف أن أصنعها من بقايا
----------------------------------------------------------------------------------------------
"Better never to have met you in my dream than to wake and reach for hands that are not there"
أُمْ حَــسَـــنْ

كم هو شاق أن ترى احتضارنفس...و ان ترى جسدا من غير روح...تخرج الروح من الجسد بعد أن تتأوه النفس بسكرات الموت... لحظات الحياة الأخيرة...قصيرة لحظاتها...مريرة ذكرياتها..تتعد الأسباب و الموت واحد..الموت حق ..و رأيت الحق مرتين.. بفقدان عزيز وأخرى رحيل غريب ...
منذ أيام فقط رأيت ذلك الغريب يفارق دنيا..يفارق أحباب..يرحل وحيدا..لا يعلم ما حاله..و ما ينتظره..و هنا تذكرت ذلك اليوم..عندما ودعت أنا عزيزا...
لم تكن تلك الليلة كسائر الليالي..ذهبت للنوم ..و كان شعورا يلازمني..شعور بالخوف..بالرهبة.. ذاك الشعور... ذاك الاحساس..لا استطيع وصفه... ولم ادرك حينها معانيه.. تعوذت من تلك الوساوس..من تلك الاحاسيس ..غلبني النعاس و استسلمت أنا للنوم......روحي متعلقة بين كل زفير و شهيق..أنا نائمة...
أتذكر اللحظة التي فزعت بها من منامي على صوت من كان ينادي باسمي...الساعة تشير للتاسعة تماما ..في عز الصباح الباكر.... نهضت ولا أذكر كيف أقدامي حملتني ولا اتذكر كيف أنني بثواني معدودة و صلت اليها...فقط هناك بتلك اللحظة و تلك الرؤيا أدركت ما كان معنى ذاك الشعور الذي راودني....كان اذان الوداع.. وداع العزيز على النفس ..
ارى جسد بحالة سكون...بلا نبض..بلا حركة...بقلب ساكن...بدات انعاش ذلك القلب...وانا استمع لزفرات لأول مرة أسمعها بحياتي..صوت مميز..حسبته شهيقا...ثم ظننته زفيرا..ولكن سرعان ما ادركت انه ليس باي منهما..صوت ارق حدة ..اطول نفسا ... شابه بمسامعي غصات ..ماكان ذلك الصوت؟؟ ..تجمجم؟؟ تمتمة؟؟..لا.... كان ذاك صوت الحشرجة عندما تتردد النفَس في الصدر عند خروج الروح..
بتلك اللحظة وقعت عيناي على تلك العيون ..لا أعلم لماذا واصلت الانعاش و أنا اناظر تلك العيون..أتأمل اجابة أراها تتكلم تنطق تنظر و لكن بسكون... تودعني.....تلك العيون العسلية..... اعتدت أن أراها منذ طفولتي.. تذكرت من خلالها وبثواني معدودة ....طفولتي..شريط حياتي..عائلتي ..رايت انعكاس نفسي بتلك العيون.. تذكرت أسواق الديرة..يوم الخميس.. أيام العيد..سفرات الصيف.. بيت العائلة..شقاوة الطفولة... .رأيت خلالها عالما مضى و حاضرا أعايشه و مستقبل أجهله.. كل هذا و أنا أناظر تلك العيون مودعة...
لم يهز كياني خروج الروح..و لا توتر الموقف..انما رؤية بؤبؤ العين في تلك اللحظة يزداد سوادا أشد من ليل في يوم محاق.... يزداد توسعا..كدوامة بحر تبتلع المياه..حينها فقط ودعتني تلك العيون و تركت بقلبي بصمة رهبة...كم كانت قاسية تلك اللحظة عندما رأيت عيون العزيز فارغة..لاترى بها انعكاسا و لا تسمع لها نجوى..هنا تجمدت اللحظات...
اخذت الانفس تستغفر للروح عند مسامع الجسد... تطلب لها الرحمة ومغفرة...فرحم الله أعزاء قلبي و أسكنهم فسيح جناته ..وألحقنا بهم مع الخالدين...

وقفة :
يزور الموت بيتك دون استئذان..فلا تدري هل انت ام عزيز قلب هو المعني.. هي ودعت دنياها ونحن حولها..أصواتا تترحم على مسامعها ..فمن يا ترى اخر من ستناظره عيناي قبل رحيلي ؟ هل سأرى أحباب أم أودع دنياي غريبة كذلك الرجل الذي كان ينادي أحبابه فلا مجيب ولا له لهم سبيل.... الروح تبكي على فراق أحبابها حين يأذن لرحيلها ويستعد لتأبينها...ويحول القدر دون التلاقي
..

************************************************
((هو غايتي... هو راحتي ....هو ضنيني..... هو مهجتي بالحب نفسي غمرها ..يا حيف وقت حال بينه و بيني.. و تبددت احلام لحظة سفرها ..واللي انكتب وسط الجبين لا بد لهالايام تكشف خبرها))ا
أُمْ حَــسَـــنْ
الجو غائم .......السماء يكسوها اللون الرمادي......الضباب يناطح جبال القرى.....
..أمطار غزيرة منذ الصباح
.....شعور بالضيق .......بالملل.....بالروتين
...و لكن
من بين تلك السحب..شعاع نور...شمس النهار....بعث فيني الأمل ..فيني الحياة...
رائحة العشب أعطت ليومي طعما مميزا
طعم الحياة
....................................................................
لو كان لي من هدهد سليمان مثلاً لأرسلته لقوم الحبيب مسلما
.و لو لي من عرش كسرى حظاً لوهبته لمحبوبتي مهراً
و لو حظيت من أمر الكتاب علماً لأنزلتكِ أنتِ الحنايا مسكناً
فطوبى لقلب أنتٍ سيدته
..................................................................
حبيبي
من دموعي لفؤاده لوعة و ضحكاتي تترنم بها مسامعه نغم
حبيبي
من أبعث له بأجمل باقة تحياتي
"إلى أبي وأمي مع التحية"
أُمْ حَــسَـــنْ
يا ملك الملوك ذنوبي لاحقتني فاتيت هاربا منك اليك

....ربي...


أني أخاف يوم الدين
أُمْ حَــسَـــنْ

كل صباح استيقظ على يوم جديد بعد أمس طويل..لأضيف لعدد حياتي الرقم واحد..

اليوم ..هذا الصباح..استيقظت على ذلك الشعور..لا أدرك ما معنى هذا الشعور ..
إحساس راودني في منامي .. شعور يخفي بمجمله تساءلات عن حياتي.. أيامي..عمري ..أنا ...من أنا ..؟
..هناك في ركن زاوية الغرفة أرى مدونة مذكراتي.. في صفحاتها صغت أجمل عباراتي بقطرات من حبر قلمي... هيا لأقرأ سطوري لعل من تلك العبارات أرسم لي صورة تعبر عن من أنا ؟

أتصفح عناوين خواطري: (في عتمة الليالي) (فنجان القهوة) (طريق الحياة) (ساعات) (هفوات) (أمطار لندن) (كتاب حياتي) (سمراء مخملية) (من تمنيته) (في بيتنا رجل) (همسات و نجوى) (غربتي)) (فرحة أمة (ولي وطن (لي معه حكاية) (أطلال و بقايا) (عيون محبوبتي
بدأت أقلب صفحات أيامي أسترجع خلالها مشاعر خطها قلمي وأحاسيس راودتني...منها ماهو نسيج خيال..و منها ماهو من عالم الأمس ..و بضعها ما تمنتيه لغد..
سطور تحكي ذكرياتي..آمالي ..طموحاتي . .
أتوقف هنا و هناك..اتفكر كلماتي المتناثرة و سطوري المدونة ...اتامل محواها....كانت في يوم هي حاضر و مستقبل..والآن ما هي إلا ماضي و زاوية من زوايا حياتي...
أقلب صفحة تليها صفحة ...ثم صفحة.... عبق عطور تلك الأحاسيس تفوح من بين الأوراق .. ..تبعث بنفسي الحياةو الحنين
أحاسيس تتسرب إلى قلبي ..فأشتاق..
اشتياقي نهر عذب يتدفق بجسدي كروح سريان الدم بأوعيتي..نعم اشتقت..


اشتقت لتلك العيون لتلك المجالس تلك الكلمات تلك المسامع تلك النظرات تلك الاحساسيس..أحن إليها و لا أدركها..هي من عالم الأمس و أنا من عالم اليوم..لم تعد من ممتلكاتي .

أتابع تقليب صفحاتي.... اتنفس من اعماق زفراتي
لا اقوى على طي هذه الصفحة سطور صاغها الكرار بلوعة الاشتياق دغدغت جوف مشاعري،وأنا لي من حنين اشتياق لوعة و صبابة ،ف

ألا هــل إلى طــول الـحـيـاة ســبـيـــلٌ وأنـــى هـــذا الـــموت لـــيس يــحولُ
وإنـــي وإن أصــبحت بـالموت موقناً فـــلي أمــلٌ مـــن دون ذاك طـــويـــلٌ
وللــدهـر ألــــوانٌ تـــروح وتـغـــتدي وإنّ نفـــوســـاً بـــيـــنهـــن تـــسيـــلُ
ومــنــزل حــــقٍ لا مـــعــرّج دونـــــه لكلِّ امـــرئ مـــنـــهـــا إلـــيـــه سبيلُ
قــــطعـــت بـأيـــام الـــتــعـــزر ذكـره وكـــلُّ عـــزيـــز مـــــا هـــنـــاك ذلــيل
أرى عــلـــل الـــدنيـــا عـــليَّ كــثيرةً وصــــاحـبـــها حــتَّى الـــممات عليلُ
وإنـــي لمـــشتـــاق إلـــى من أحبـــه فـــهل لـــي إلى من قد هويت سبيل؟
وإنـــي وإن شطّـــت بــي الدّار نازحاً وقد مـــات قـــبلي بـــالفراق جـــمـيلُ
فقد قال في الأمثال في الـــبين قـــائلٌ أضــــرَّ بـــه يـــوم الـــفراق قـــليـــلُ
لـكلِّ اجـــتماعٍ مــن خـــليلين فرقـــة وكـــلُّ الـــذي دون الـــفـــراق رحـيلُ
وإن افـــتقـــادي فـــاطماً بـــعد أحـمدٍ دلــــيـــلٌ عـــلـــى أن لا يـــدوم خـليلُ
ٌوكـــيف هناك العيش من بـعد فقدهم لـــعـــمـــرك شـــيءٌ مـــا إليه سـبيلُ
سيُعرضُ عن ذكري وتُنســى مودتّي ويـــظهر بـــعدي للـــخلـــيل عـــديـــلُ
ولـيس خليلـــي بالـــملول ولا الـــذي إذا غـــبـــت يـــرضـــاه ســـواي بديلُ
ولكـــن خـــليلي مـــن يـــدوم وصاله ويحـــفظ ســـرّي قـــلـــبُهُ ودخـــيـــل
ُإذا انقطعت يوماً من الـعيش مدَّتـــي فـــإن بـــكـــاء الـــبـــاكـــيـــات قــليلُ
يريـــد الـــفتى أن لا يـــموت حـبـيـبه ولـــيـــس إلـــى مـــا يـــبتغيه ســـبيلُ
ولـــيس جـــلـــيلاً رزء مـــالٍ وفــقده ولـــكـــنَّ رزء الأكـــرمـــين جـــلـيلُ
لذلك جـــنـبي لا يـــؤاتـــيـــه مضـجعٌ وفي القـــلب من حرِّ الـــفراق غليلُ

حنيني يثقل أوراقي....اشتياقي يشل معصمي ..لا أقوى على متابعة كلمات مدوناتي ..فوجوه أحببتها تعتم ناظري

...أنا.. من أنا
أنا من بسواهم لست بأنا

أشتقت لهم

أُمْ حَــسَـــنْ
Due to many reasons I had to deactivate my last account n obtain a new one... i have posted couple of my (5awa6er) and i will try and establish an archieve of my previous posts... i will start bloggin regularly in sha Allah starting from nxt month...



in d mean time Take a gd care ... Xx
Regards
أُمْ حَــسَـــنْ


العيون السهارى : في غيبتك...و انا بانتظارك...مادري متى برتاح و بناظرك..و متى أشوف همي اللي من بعد شوفك يتوارى


هو و هي ...



كلاهما يناظر عين الاخر فيرى انعكاسه طاغي على تلك العيون الداكنة ..و لكن كلاهما أجاد اللعب فحجب قلبه عن الاخر بحجاب لايرى من خلاله و لايخمن من يسكن منزله..هو...يقف على مفرق طرق تتشعب لاختيارات عدة......وهي تسير على ذاك الطريق النائي المنعزل.. لا جدوى لهما من الفراق و لا سبيل لهما للقاء...فلا هو يخطو بخطوة و لا هي للجسور مبادرة...كلن منهما انعطف بحياته انعطافا..أصبحت الأمور الآن أكثر تعقيدا..كلاهما لا يعلم إلى أين يسير و إلى أين ينتهي به المطاف..ما كان هذا الانعطاف إلا هروب من ذلك الإحساس من تلك المشاعر ..توصف تلك المشاعر بالنبيلة و تلك الأحاسيس بالبراءة ..و مع عنفوانها بدت كقوى مغناطيسية تجذب كل طرف للأخر.. بدأت مخيفة ..و هذا ما عزز قرار الرحيل..هي ...تلتفت من تارة لتارة تتأمل أن يلتفت و لو لوهلة ..تناجيه بين نفسها ... تنتظر ان يروي ظمأ أحاسيسها..لكنه قرر المضي قرر المسير..و توارى خلف الستار..وهو... عندما يتعب من المسير يقرر الاستراحة ..تداعبه أطيافها..يحاول الالتفات..فيختلس نظرة تضئ له يومه.. و لكنه سرعان ما يعود ليكمل مشواره مع مجهول المستقبل..كلاهما يعيش على امل ... يتمنى لحظة ..وهلة من اللقاء...ليناظر عيون ملكته و شخص سحره ...فقط ليسمع ذاك الصوت و هو يلقي السلام... حولهما اعداد من البشر..تراهم هو..و يراهم هي..كلاهما لا يقوى على المصارحة فهي تعيش على أحلامها ..و هو يكتفي بتلك النظرات..و لكن مالجدوى ؟ تظل العيون عيون سهارى و القلوب قلوب حيارى

أُمْ حَــسَـــنْ
وسط كثير من المشاعر..أدركت مؤخرا أن أجمل مشاعر و أصدق إحساس هو ذالك الحب في الله ..فان صدقت المشاعر ازدهرت الحياة...فليس من رباط أقوى من ذلك الرباط الذي يبنى على تقوى القلوب و صفاء النوايا....الحب في الله سفينة تبحر ببحار الدنيا..مرساها جنان الخلد و ابواب الجنة ...مهما تبعد بها مسافات الأبدان تبقى القلوب أقرب من قاب قوسين...فإذا تقاربت القلوب لا يضر تباعد الأبدان..و إن صفت النفس لا يهم شوائب الأفكار..نعم ..احبهم في الله ..لأنهم هم الطيبون.....و أنا من الكرماء..الطيبون الذين كالنجوم تبعد بيننا المسافات يصعب علينا رؤيتهم..لقياهم.مجلسهم... لا نراهم دائما و لكنهم موجودين في سماء القلوب و في سحب الأذهان..هم كالأمطار التي تروى جفاف النفس و تنبت زروع المحبة و الأخوة...فأسأل الله الذي هو فوق السبع السماوات..ان يحففهم بعظيم مغفرته و سعة رزقه و ان يجمعنا معا في دنيا خالدة ..فإنني أحبهم في الله أشتاق لمجلسهم و احن لمسامعهم ..
أُمْ حَــسَـــنْ

كلما ناظرت نفسي بالمرآة أراها...

أناظر نفسي بعِيْنَيْها و لا اناظر بعَيْنِي غَيْرها.....لا يسلب وقار رجل إلا حب إمراة و لم يسلب وقاري إلا حبها


أنفث دخان سجائري فترسم لي أطيافها و تخط لي حلاوة تقاسيمها من نفخات الدخان..و لكن سرعان ما تتلاشى


صغت مئات النساء كخاتم بيدي..و لكنها فقط هي من أيقضت كبرياء هذا الرجل ..وهذا ما كنت أخشاه..أن يكون كبريائي سجادة بين يديها فتفرشها لتطأها الأقدام ..تجاهلتها ..و كابرت..وبكبريائي عاندت..


لم تكن كسائر النساء....أَغْلَقْتُ قلبي بأبواب محصنة وَأَسَرْتُ مشاعري بين قضبان ..هذا ما جنيته على نفسي فماذا الآن؟؟


ذاك الكبرياء كان الستار الذي اخفيت وراءه تلك المشاعر..لم أدرك قط أن تلك الاحاسيس ستتحرر وتجد لها في يوم من الأيام طريق إلى الحياة...حتى أصبحت هي مُلْك لِهُوِ. ...



..زلزلني صمت هواي .

.أثارني غياب روحها

و أفزعتني هواجس ابتعادها..


أتحراها من بعيد لبعيد..تمضي هي بحياتها و أنا أعجز عن المسير وعن الارتحال عن صمت عشقها.

.بعت عقلي وهمت أسير كالمجنون لفراقها...أكره كبريائي و أحتقر ذاتي..

أهيم مرددا آه من قلب سكنه السكوت و بالشوق احترق..زمان الكبرياء ولّى فلا يُجْدِ الآن تحسر و لاالشكوى نافع..


أنا كمن غاص في بحر الهوى ثم ركب سفينته بموج عال فغرق..ماذا أقول و قد همت بهواها و السحر فاض من عينيها ليأسر ما بين الحنايا.. آه من الحنايا..


أنا أسير مشاعر دفينه ..لا أستطيع إطلاق سراح كبريائي و لا لي سبيل إلى سجاني ..فهل تصدق إن حلفت أنني أعجر بلساني عن وصفها ..وأن نعيم الحب لم يكن إلا بوصلها..كريمة الأطباع ملكت الأحاسيس..فمن أين آت بقلب ثان بعد أن عزف أغاني العشق بقربها


يا ساري خبر عني السلام ..و يا مرسال أرسل مكاتيب أشواقي و حنيني....بح له أن منذ رحيله و أنا مجرد بقايا..وحطام حنايا..ونظرات الاحتقار ماكانت الا غرام..وأن لي لوعة و دمع صبابة..ندمت كبريائي و ماذا يفيد الندم..أفتقدها ولا أراها إلا بمرآتي ..اشتقت لها ..


ها أناا بقايا مريم و هي أحلام احمد
أُمْ حَــسَـــنْ


إلى من سكنت الحنايا
.إلى ذاك النور الذي أضاء دربي و أوجس في قلبي تلك الهواجس...
سيدتي
أعلمك أنني من بعد فراقك تائه بين الطرق لا منزل لي ولا مأوى...إنني من بعد فراقك كقيس
كمجنون يهيم على ليلاه وقت الدجى

أتعبني الحنين وأرهقني السهر..فلم يغفو لي جفن عدة ليال..أسرني حبك و كنت أظن أنني عليه قادر ..فما وعيت إلا بنيران عشقك تحرقني ..تذيبني..وتعيدني سيدتي ..قلمي يكتب اليك ليمسح كل دمعة ذرفتيها بحقي ...ادرك أن مسامحتي صعب وأن قلبك مجروح من لهوي لا اطلب منك الا ان تسمحي لي ان أكتب إليك
يكفيني أن تنظرعيناك لكلماتي ..لخط قلمي..و تسمع اذانك انيني ووناتي...ندمت و ماذا ينفع الندم و اني لخاسر ان لم تغفري لي و تسامحيني...سيدتي...الى متى هذا التجني...قدمت اسفا فلماذا تقسين على قلبي...انا ظمآن فهل لي ان اروي عطشي..و انني لعليل فهل لي ان اشفا بين يديك...سيدتي ...

هل لك ان توقفي شلال دموعي و أن تحضينني مرة أخرى بين يديك ..لعلي أجد الأمان مرة اخرى و لعلي أجد نفسي في ناظريك...روحي عطشانة لماء روحك ككاسات خمر تعيد الفرح لقلبي.. اشربي و اسقيني من جوف روحك..من أجلك بعت الماضي و طلقت ذكرياتي ...فخذيني ...سيدتي..يا نبض القلب و يا أول و أخر امرأة تعنيني .. هل لي ان اعشقك مجددا و هل لك أن تغفري لي .؟فان عدت لا تهويني سأرحل إلى حيث يوجد صمت المقابر إلى حيث الطيور تهاجر سأرحل حزينامكسور الخاطر لكن قبل رحيلي أنثر هذه الكلمات لك فإن أخطأت فأنا نادم و إن قصرت فأنا آسف وان كانت دموعي تشفع فسأدمع بحورا وإن كان دمي يكفيك فسأنزف مرارا و إن كان الألم مهرك فاطلبي ما غلا منه و ما آلم..

في قربك كان الأمان و في وصلك كانت الطمأنينة... بعدك الخوف سكنني و الرهبة ملكتني


نعم اشتاق.. أخطأت و ما اقسى الاعتراف بالخطيئة و ما أنبل الغفران فهل لك أن تغفري لي ؟



التوقيع: بقايا ذكراكِ
أُمْ حَــسَـــنْ
يا ريح أبلغي عني سلاما و حر الاشتياق ففكري هذا متاججا لا أستطيع معه نوم و لا حياة..
بالله يا ريح عليك مني السلام..فبدني النحيل أرهقته الهموم فلا يقوى على القرب و لا يستطيع الفراق..يتمني و لا يدرك فالأماني أصبحت محال.... خيال ....و زوال .
يا ريح لي من هموم الدنيا نصيب يفوق عدد قطرات المطر و حبات الرمال ..فإما ان تحملي جروحي و تدفنينها بمقبرة اطلال ..او تاتيني بطبيب يداوي تلك الجروح بالحال..فلا عدت أقوى على المسير و لا أستطيع البقاء
.يا ريح هذه أحزاني خذيها فانثريها ضاقت الصدور و شاخت القلوب
نفسي تناجي الليالي نجوى ونين لم يسمع له ثان..تنوح ....تنتظر.
تحاصرني الأشواق فكيف أردعها .
.تحادثني الأطياف فكيف أنساها ....
فالقلب عصا و الفؤاد هوا ..
يا ريح خذي روحي و امضي بها لعلي ارى راحتي تحت الثرى و لعلني أجد من بين تلك القبور بيتا يضمني
فقلبي بين الضلوع متفطر يبكي رحيل الراحل الماضي ينتظر قدوم الحبيب لدياره.
ياريح هزلت وحان وقت رحيلي
أُمْ حَــسَـــنْ



أصعب لحظات الحياة ..
.عندما تصحو من ذلك الحلم الجميل على واقع مرير.. تحاول أن تبتسم و لا للحياة سوى العبوس... غلطتك انك كنت تحاول الطيران..و لكن أسرت روحك في الأقفاص..أصعب لحظات الحياة ...عندما تحاول أن لا تسمع و لا ترى..فالكلام ينهك الأبدان و الرؤيا تزيد الفؤاد لوعة و حسرة...ينشغل الناس عن أحوالهم بك..يريدون ذاك القليل ما بين يديك.. فليتهم يدركون أن ذاك القليل هو كل ما تملك..فليس لك سوى الخالق مستعان..و ليس تحسبك من تلك العيون إلا بالعلي القدير..
أصعب لحظات الحياة..
عندما تودع نفسك..تعتزل الدنيا..تزهدها..تحاول النهوض و لا تقوى..لا تعلم ماذا و لماذا..تخاف أن تناظر البعيد..لأنك لا تقوى على مسايرة القريب...
أصعب لحظات الحياة ...
عندما تفقد عزيز و تودع حبيب شاءت الأقدار بالفراق..قلبك يعجز عن تصديق ماتراه...لا يقوى قلبك على تجفيف الدموع ولا تستطيع الدموع إخماد نيران القلب ...
أصعب لحظات الحياة...
عندما يقسو عليك الزمان.. فتبكي... و تبكي..و تبكي... و تمر الساعات و مازلت تبكي... و في النهاية أنت وحيد ..تبكي فلا يشعر بك أحد...
أصعب لحظات الحياة...
أن تصبر حتى يعجز الصبر عن صبرك ...وأن تنتظر فيطول الانتظار...
أفلم أقل لك يا صاحبي أن أفضل فراش لي أتوسده هو التراب.. وأفضل رداء ألبسه هو الكفن..و أعطر رائحة اتخنن بها هي الكافور.. فلعل تلك الأنفس تنشغل عني بعد موتي ....ولعلي أجد بعد وحدتي زائرا يمر على قبري... يذرف دموعا يتحسر على رحيلي ...فيؤنسني في وحدتي وهو غريبا من بعدي ..ماالعمل ؟سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري و سأصبر حتى ينظر الرحمن في أمري فيرحمني و يشملني ..و يعوضني خيرا لم يلقاه أحد من قبلي....
أُمْ حَــسَـــنْ



اليوم دقت أجراس الرحيل و دق قلبي نبضه الأخير ...اليوم أرحل إلى عالم المجهول ..لا عودة لي من بعدها..سأرحل إلى دنيا باقية أودع دنيا فانية ...لا اعلم من سيذرف دموعا على رحيلي ويبكي ..و من سيفرح طربا بمغادرتي ...


إنني لأسمع نحيب والدتي و شجن أبي ..و لكن يا ترى هل ستذرف أنت دمعة على رحيلي ؟


اليوم تموت كلماتي ويترك قلمي وحيدا ...تتوسد نفسي قبرا يا لضيق اللحد و يا الم الفؤاد...يبدأ اليوم الحداد على فراقي و يبقى 40 يوما الحداد مفجوعا لرحيلي..؟.. فهل يا ترى ستبكيني بدمعة و تلبس السواد لحدادي؟؟

...لا تحزن

.. فلم يبق للحزن مكان

بالأمس كنت معك و غدا ستكون معي ..للحياة نهاية و اعلم إنني إن اظفر بك في حياتي فإن نهايتك حتما ستكون معي ..تحت الثرى ..سيجمعنا التراب و يوم النشور لنا لقاء..

فبعد المسير و قطع كل تلك المسافات رحلت ..وحيدة كما كنت وحيدة انتظرك...أرحل بعد كل هذا العناء من التعب ..من الاشتياق..من الانتظار ..فان كان لي عندك منزلة فزرني فاني اسمعك ...و قل لي انك تحبني تعشقني و انك ستبكي فراقي حتى الممات كما بكيتك أنا حتى الهلاك...و ان كان لا مكانه لي بقلبك ..فاخبر البحر عن موتي.. فسيكون اشد حزنا منك علي..فهو أعلم بحالي و أكثرهم بي معرفة .

فالبحر سيبكينني مع موجه و يندبني رثاءا كلما ذكرني أحدهم ...و لعله لي راسلا من حين يتذكر تقاسيمي يبكيني ...يبكيني عندما يتذكر اني لست هنا ..انتظر من يزورني..انتظر من يدعي لي ..انتظر من يترحم علي ..و انتظر من يكلمني فاسمعه..


قلبي ماعاد ينتظر إقبالك..ماعاد ينتظر شغفك..ماعاد ينتظر وفاءك..و ما عاد ينتظر قدومك..


لعلك تدرك دموعي عندما تفقد فقيدا لتحرمك الدنيا منه مثلما الدنيا حرمتني منك قبلا ...و اعلم أنك ستعيش دهرا و ترى عجبا