أُمْ حَــسَـــنْ



تلك الأوراق متناثرة بين هنا و هناك






لا مسودة تضمها و لا ملف يحويها






أوراق ضائعة هائمة





كانت بالنسبة لي مميزة





ولكنها لا تعلم من خطها و لا من كتب عليها
إنها لا تدرك أنها ورقة
ورقة مهمة





هي ضائعة






لا صاحب لها







كم حاولت لم شتاتها و تلوينها بالواني





و لكنها تعصي و تأبى





تحوي كل أحرف البشرية و لكنها تأبى أن تخط كلماتي







سئمت تناثرها

أشكال تبعثرها




مللت


سئمت



إنها الان لي

مجرد


وريقات ممزقة صفراء بالية





لا يهمني تبعثرها
فراغها
و جمود أشكالها







سأتركها
بل تركتها
لتجرفها الرياح

فلطالما جرفتها ثم عادت هي لي لأضمها بين ملفاتي









و لكنها سرعان ماتعود لتتناثر و تمحي أحباري









سأدعها ترحل من ملفاتي الى تلك الزوايا المظلمة







تمسح أحباري



تلغي كتاباتي









سأتركها تهيم من بعدي








لم تعد تهمني







فهي مجرد وريقات كانت في حياتي










سأتركها




لأنها عندما تعود
سأكون أنا رحلت
مع ملفاتي


سئمتها فلم تعد تهمني

-------------------------------------------------------------------------

*((مبارك عليكم الشهر ))*


أُمْ حَــسَـــنْ
عروس تخضبت بالحناء و استعدت لاستقبال مهنئيها


تفرح خجلة بانتظار تلك اللحظة أن تزف بها لعريسها



ليلة أمس تزينت السماء و فرحت لفرحها

و بين زحام تلك المشاعر كانت ابتسامة

ابتسامة فرح

تشق طريقها إلى تلك القلوب



وببضع ساعات غابت الفرحة مع غياب الشمس


لتترك تلك الفرحة معلقة على جدران السواد بحبل القدر


تعلن الحداد

و تتخضب الحناء بدموع الحزن


***


....لآسفني دموع الجهراء على مفقوديها ....


لا اله الا الله ...تعددت الأسباب و الموت حق


لأسأل الله أن يلهم ذوي (فرح الجهراء) الصبر و السلوان


إنا لله و إنا إليه راجعون
أُمْ حَــسَـــنْ

قاعة بحضور باهر

أصوات صاخبة وألوان متناثرة

أجساد تتمايل و زغاريد تطلق

بين هنا و هناك

وعلى احدى الطاولات في ذاك الركن المنعزل كانت هي جالسة

في منأى عن أنظار النساء

لم تأبى كيف هو شكلها أم حال شعرها أو حتى تقاطيع وجهها


هائمة سارحة هي موجودة و ليست بالوجود


الكل يتساءل ماذا حل بها بعد أن كانت عنفوان الشباب و رمز الأنوثة

الكل يريد أن يعرف فقط ليتكلم


هي صامتة و هي من فقط تستطيع الإجابة

يعجبني صمتها و لا مبالاتها لألسن تلك النساء

و تبقى التساؤلات حائرة كما هي


تعجبني


-------------------------------------------------------------------------


اليوم السبت ..أصبحت أعشق هذا اليوم بهدوءه

هذا اليوم من كل اسبوع

هو اليوم الذي استريح به من جولتي الصباحية بوزارات الكويت

كنحلة دؤووبة تفيق من الثامنة

تبحث على الرحيق وسط صحراء !

و تعود خائبة انهكتها اشعة الشمس و فوضى الحقول !

لتقول كفا لا من مزيد من هذه الدوامات الوزارية
والاعاصير الوظيفية

و لكن سرعان ما يمحو النهار كلام الليل
فتعود نفسي تبحث عن مبغاها بين أرجاء تلك الوزارات العفنة


---------------------------------------------------------



مظاهر خادعة

وأساليب كذابة

ابتسامات مزيفة

و طعون تطعن من الخلف

لتنزف دماءا

تمحي تلك المقولة الشهيرة على واجهه قصر السيف

و تخط بدلا عنها

لو حبتك عيني ماضامك الدهر



فإن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب


-----------------------------------------------------------------------------------------


و يا أسفي على نعم قد تزول من أفعال أصحابها

لا أرى حمدا و لا شكرا سوى جحود

ومعاصي تبكي لها الانفس و الابدان

ليتي أدفن تحت الثرى قبل أن أسمع نفسي تبكي نحيبا على تلك الأيام



----------------------------------------------------------------------------------------


العناوين الرئيسية في الصحف كما هي

نفس المحوى بتغير الاشخاص و العناوين


استجواب..سرقة..تحويل أموال..نواب..وزراء ..مشاكل تعليم


مللت تلك الاخبار و ذالك الروتين

سئمت هذه الأخبار صباح كل يوم


حصرت أخبارنا بتلك العناوين

قول لا فعل

لامن مفيد و لامن جديد










أُمْ حَــسَـــنْ





اشْتَقْتُ إِلَيْكِ




وَمَا أَصْعَبَ اشْتِياقِي





لاَ يَفهَمُني سِوَاكِ







اشْتَقْتُ لَمَحْوَاكِ

تَفَاصِيلِكِ

لَيَالِيكِ

أَرْيَافَكِ

ومِعْمَارِكَ






نَسَائِم هَوَائِكِ مَازَالَتْ مُتَعَلّقَة بِأَنْفَاسِي


تَحْيا بِمَنَامِي وتَنَامَ بِصَحْوَتِي









بَتّ طَيْفاٍ مِنْ أَطْيَافِي















كَذِبْت إِنْ قُلْت كَرَهْتُكِ
بِل ازْدَدْتُ عِشْقاً بَعْدَ فُرَاقِكَ
























كُنْتِ لِي وَطَنًا



اشْتَقْتُ إِلَيْكِ

أُمْ حَــسَـــنْ

خطوات صغيرة تتراقص على سطح المرمر




خطوة






خطوة




بدلال وغنج




صوت الخلخال الفضي






تتناغم مع هدوء الفجر






و تشجو مع تغريد الكروان







نحو ذاك الباب المغلق






طرقات خفيفة






على باب الخشب






((مـــــامـــــا))






صباح الخير











أُمْ حَــسَـــنْ

سكون الليل يكسره صوت دقات الساعة
تشير للتاسعة والثلث مساءا



اليوم السبت



ملل



أحتسي كوب الشاي



دخان البخور يعطر الأجواء حولي
يبعث في نفسي قليل من الراحة




أتصفح مجلات أمامي تحت ضوء الانارة الخافت
وأحتسي كوب الشاي بكل ملل و روتين





هاتفي مغلق
فلا أ ريد أن أكلم أحدا ولا أريد لأحد أن يهاتفني




أنا وحيدة.... منعكفة....
في ركن من أركان سجني



!! عفوا بيتي






يخيل لي اليوم أنني لست بأفضل حال





أكره سكون هذه الليلة
و إحساس الملل.. الغضب..الوحدة
الذي يراودني




حياتي لم تعد كما هي
مر على هذا الحال أسبوع بكماله





ربي رحماك







لم تعد اللحظات بيننا تلك الهانئة كما اعتدها





بعد تلك المشادة الكلامية
مر عليها اسبوع بالتمام






كلانا يتجاهل نفسه و يعاند لكبريائه






لأول مرةمنذ ارتباطي به
أشعر أن كياني بلا وجوده عدم

اشتياقي له أصبح كما الداء
أنا ضائعة في غمرة هجرانه

وحيدة دون أطيافه









كم حاولت مرارا أن اتذكر لم كان ذاك الشجار ..كيف ابتدأ و لاي سبب كان
و لكن لم أجد الجواب الشافي








فحياتنا رهن مشادة كلامية










أسمع صوت المفتاح يدار بالقفل
و باب النحاس يفتح

خطواته بدأت ترن بمسامعي
دقات قلبي تزداد لهفة لرؤياه و كبرياء نفسي تعنف عيناي





و بمعمعة تفكيري يدخل هو
بثوبه الأبيض وملامحه الهادئة
وببروده اللامتناهي






كغيرها من الايام الماضية لا جدوى و لا سبيل لي غير ارتشاف الشاي والتماثل بأنني هنا وحدي لم أر خياله قط







أتصفح المجلة وأرى لقطات للمجتمع
يخيل لي أن الجميع يعيش بهناء إلا أنا
الكل يضحك يبتسم وحياتي أنا بهذا البرود






أسرح بخيالي مع تلك الصور







أستشعر حرارة تقترب من جسدي
ظلا يظلل نصفي الايمن





يبادرني بالسلام






ارمق جانبي الأيمن
فها هو هنا




وبابتسامه طالما عشقتها يبادرني
( وين تبين نروح نتعشى)





كلانا للأخر بيت و للبيوت أسرار








وعدنا كما كنا هو وأنا