-------------------------------------------------------------------------------------------------
ماهو المنطق يا بهجت يا اباصيري
-------------------------------------------------------------------------------------------------
ماهو المنطق يا بهجت يا اباصيري
بحكم سني الطفولي كنت مولع بكل مهارة جديدة... فرز الخرز بين الأنامل..حبه تلو الأخري..أصبحت اهتمامي الأول.. فنون كثيرة علي أن أتقنها قبل أن أجد طريقي في فن التسبيح..
أراقب عن كثب..
أبدي انصياغ تام
اهتمام شديد..
فضول يشدني لأتقن هذه المهارة..
وكانت هذه بداية حياتي مع مسباح الكهرمان...
كبرت ..وكبر شغفي لهذا المسباح..حتى أصبح خادما بين أصابعي ينصاع مطاعا ..
....أتقنت فنون التسبيح وانا ذوعشر أعوام....
سئمت و مللت.. بدأت أسبح كعادة و ليس كهدف..مسباح يدي أصبح من كماليات حياتي....فلا حاجة لي للقلق فانا للصنعة متقن.....أنا الآن قادر على أن أمسك بهذا المسباح بقبضة يدي ..بقبضة رجل واحد..
أزهو بالمسباح زينة تلف معصمي...لم تعد اناملي تلك الصغيرة ..
أتباهى بما في يدي.....هو لي رمز الرجولة و اكتمال العبادة
و على غفوة .....
قطعت أناملي -تلك من حفظت هذا المسباح- لنصفين...........و تناثرت حبات مسباحي
بلحظة أيقنت ان رائحة الكهرمان لن تعطر يداي أبدا..وأن شموخ الرجل سيبقى أسيرا لمسباحه ما دام سمح لتلك الحبات ان تتوسد القاع. و تطأها الأقدام
سارعت مسابقا ألملم شتات الأحجار..اجمعها من بعد سقوطها..حبة حبة....واحدة تلو الأخرى
خشيت أن أفقد ما كان في يوم هو ملكي ..في قبضتي ..وبيدي...خادما منطاع لأوامري
العيون السهارى : في غيبتك...و انا بانتظارك...مادري متى برتاح و بناظرك..و متى أشوف همي اللي من بعد شوفك يتوارى
هو و هي ...
كلاهما يناظر عين الاخر فيرى انعكاسه طاغي على تلك العيون الداكنة ..و لكن كلاهما أجاد اللعب فحجب قلبه عن الاخر بحجاب لايرى من خلاله و لايخمن من يسكن منزله..هو...يقف على مفرق طرق تتشعب لاختيارات عدة......وهي تسير على ذاك الطريق النائي المنعزل.. لا جدوى لهما من الفراق و لا سبيل لهما للقاء...فلا هو يخطو بخطوة و لا هي للجسور مبادرة...كلن منهما انعطف بحياته انعطافا..أصبحت الأمور الآن أكثر تعقيدا..كلاهما لا يعلم إلى أين يسير و إلى أين ينتهي به المطاف..ما كان هذا الانعطاف إلا هروب من ذلك الإحساس من تلك المشاعر ..توصف تلك المشاعر بالنبيلة و تلك الأحاسيس بالبراءة ..و مع عنفوانها بدت كقوى مغناطيسية تجذب كل طرف للأخر.. بدأت مخيفة ..و هذا ما عزز قرار الرحيل..هي ...تلتفت من تارة لتارة تتأمل أن يلتفت و لو لوهلة ..تناجيه بين نفسها ... تنتظر ان يروي ظمأ أحاسيسها..لكنه قرر المضي قرر المسير..و توارى خلف الستار..وهو... عندما يتعب من المسير يقرر الاستراحة ..تداعبه أطيافها..يحاول الالتفات..فيختلس نظرة تضئ له يومه.. و لكنه سرعان ما يعود ليكمل مشواره مع مجهول المستقبل..كلاهما يعيش على امل ... يتمنى لحظة ..وهلة من اللقاء...ليناظر عيون ملكته و شخص سحره ...فقط ليسمع ذاك الصوت و هو يلقي السلام... حولهما اعداد من البشر..تراهم هو..و يراهم هي..كلاهما لا يقوى على المصارحة فهي تعيش على أحلامها ..و هو يكتفي بتلك النظرات..و لكن مالجدوى ؟ تظل العيون عيون سهارى و القلوب قلوب حيارى